في مثل هذا اليوم في مشروع الجزيرة

 

الصورة: محصول الذرة من ملتقى نهضة مشروع الجزيرة

في مثل هذا اليوم في مشروع الجزيرة 

في مثل هذ التاريخ من كل عام عندما تقوم بجولة داخل مشروع الجزيرة بالكاد تجد أرض خالية وغير مزروعة من محاصيل الذرة، الفول السوداني، السمسم، القطن وفول الصويا أو الجنائن، للأسف اليوم مساحة الأراضي المزروعة حالياً تعتبر جزءا قليلا فقط من مساحة المشروع الكلية، والتي يقع معظمها في إمتداد المناقل، كل هذا بسبب ظروف البلد الأمنية الإستثنائية التي لم تشهد البلاد مثيلا لها، التى تسببت في العديد من المشاكل لمزارع الجزيرة:

• تعرضه للقتل أو التعذيب اما فقد نفسه أو تعرضه لاصابات بالغة لا تمكنه من الزراعة مستقبلا.
• هجرة ونزوح سكان المشروع إلى مناطق اخرى آمنة.
• عزوف المزارعين المتواجدين عن الزراعة بسبب المهددات الأمنية وتعرض آليات المزارعين وأموالهم للنهب والسرقة إضافة الى العقبات التي تم طرحها في المقال التحديات التي تواجه مزارع القطن والذي تمت كتابتة في ظروف مثالية آنذاك إزداد الطين بلة على مزارع مشروع الجزيرة.

في مثل هذا الوقت من الاعوام السابقة كانت الأسواق والتجمعات حبلى بالنقاشات والتجاذبات في أمور الزراعة من أسمد ، أدوية ومبيدات و تقانات زراعيه حتى مجموعات الواتساب الخاصة بالزراعة كانت تسرد فيها العقبات والتحديات من جانب، ومن الجانب الآخر تتأتى الحلول تباعا من ذوي الخبرة في المجال.

 

في مثل اليوم من العام السابق كان المحصول قد تجاوز عمره الأربعين يوماً يداعب هبات الخريف ويترنح من زخات المطر. اليوم أرضه خلاء خواء، تشتاق إلى محراث قد نهب ليشقها و إلى تربال قد هجر ليفلحها و إلى أنعام سرقت لترعى من فوقها، هى عطشى برغم إرتوائها بما تجود به السماء، هى لنا وستكون لنا.

"لابد لليل أن ينجلي" لنتفاءل بأن ما يعيشه مزارع مشروع الجزيرة من ظلام ودمس سيأتيه فجر جديد قريب يمحو ظلمته وواعدا بالطمأنينة وبالتقدم والإستقرار.